في اليوم الأربعين من حرب الـ66 يومًا التي شهدها لبنان عام 2006، وجه الجيش الإسرائيلي إنذارًا غير مسبوق لسكان مدينة بعلبك، يدعوهم إلى إخلاء المدينة فورًا، في تهديد صارم بتحويل المدينة إلى هدف عسكري مفتوح.
مدينة بعلبك، التي لم تغلق مستشفياتها يومًا حتى في أوج الحرب، وجدت نفسها في مرمى التصعيد العنيف، دون أي إنذار إنساني يضمن سلامة المدنيين أو يفتح ممرات آمنة لهم، بل كان الإنذار حكمًا بالإعدام على سكانها.
في وسط هذا الرعب، لم يجد السكان مآوى آمنة.
هبة، إحدى السكان، جلست في زاوية بيتها تنتظر المجهول بلا مأوى أو ضمانة أو وجهة آمنة، في حين حاول محمد علي الاتصال بأحبائه في مكالمة بدت كوداع محتوم. أما عباس وعائلته فاختاروا زاوية داخل منزلهم ظنًا أنها الأكثر أمانًا، لكن الطيران الإسرائيلي لم يرحم، فاستهدف منزل الجيران بقصف عنيف. بعض السكان لا يملكون وسائل نقل, وقد لا يملكون مساكب بديلة، فكيف السبيل للهرب من الموت؟.
مع اتجاه السكان إلى قلعة بعلبك التاريخية ظنًّا بأنها أكثر الأمانًا، أكد محافظ بعلبك-هرمل، بشير خضر، أن القلعة لم تعد مكانًا آمنًا، داعيًا السكان إلى المغادرة فورًا لأنها ضمن المنطقة المفتوحة للقصف .
في الساعات التالية، ركّزت الغارات على محيط المدينة، مسببة نحو 19 ضحية، بينهم نساء، في مناطق معتدلة السكن .
القلعة ليست آمنة ولا ملاذ لكم في المدينة
في اليوم الأربعين من حرب الـ66 يومًا، تحوّل إنذار "الإخلاء الفوري" إلى ضربة نفسية تفوق القصف أحيانًا.
نزيف بعلبك لم يبدأ بالقذائف، بل بكلمة واحدة تحوّلت إلى نبضات رعب جماعي، انتهت بتهجير ذاكرة وحياة المدينة ومشاعرها.
بودكاست مع ندى
ندى أمهز، مواطنة من بعلبك تحكي لنا عن يومياتها في الحرب, ماذا حملت معها من المنزل؟ الغيتار، الصور، والكاميرا.. أيمكن اختصار المنزل في هذه الأشياء؟ وماذا قررت بخصوص البقاء والاستمرار وتحدي الاحتلال؟
أحياء بيننا
"أحياء بيننا" هي سلسلة كتابية تحمل بين طيّاتها نبض الذاكرة ودفء الوجدان، نروي فيها قصصًا قصيرة وذكريات حيّة عن مدنيين استُهدفوا ظلماً في بعلبك على يد الاحتلال الإسرائيلي. .
السعيد مهدي عطية
لشهيد صالح مهدي عطية، المعروف في مدينة بعلبك بـ "أبو النخوة" ...
نسعى من خلال هذه السلسلة إلى أن نبقيهم أحياء بيننا بالكلمة، ونواجه النسيان بالتوثيق الوجداني الصادق
أشلاء
جواد ممرض في مستشفى في البقاع, بقي طيلة أيام الحرب يئدي واجبه الإنساني والجهادي في المستشفى, في أي قسم عمل جواد؟ وماذا رأى هناك؟ ما هي أصعب المواقف التي مرت عليه؟ في هذا الفيديو
ويستمر النزف في جراحنا مع كل مجزرة
مجزرة البساتين
بودكاست مع مصطفى
مصطفى بيان, الناجي من مجزرة البساتين, ببعلبك, يروي تفاصيل الفاجعة لبعلبك تايمز، الاحتلال لا يعرف مذهبا أو دينا، لم يسلم لا حجر ولا بشر من شرهم, حتى الحيوانات لم تسلم، ماذا يخبرنا مصطفى؟